برنامج دراسات إسرائيل في مدى الكرمل يصدر ورقة بحثية بعنوان "آراء الفلسطينيين في إسرائيل حول أداء الحكومة الإسرائيلية، والمساواة والديمقراطية، وحول قضايا مختلفة في المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل" من إعداد د. عاص أطرش ود. عميد صعابنه، ضمن "ملفات مدى" (رقم 2): "أشكال من العنف الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين".
تتناول الورقة تحليل استطلاع رأي عام لمواقف الفلسطينيين المواطنين في إسرائيل حول تعامل الحكومة الإسرائيلية السابقة (2013-2015) معهم في المجالات المختلفة، وحول مستويات الشعور بالمساواة مع باقي المواطنين في دولة إسرائيل، ومظاهر التمييز بين المواطنين العرب واليهود، وحول من هو المسؤول عن هذه الظواهر وطرق معالجتها. كذلك تتطرق الورقة إلى آراء الفلسطينيين في حل القضية الفلسطينية، وما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية جادّة في الوصول إلى حل سياسي سلمي وإنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
أداء الحكومة
تُظهِر نتائج الاستطلاع أن المواطنين العرب يعتقدون أن هناك تعاملاً مختلفًا أو أداءً مختلفًا للحكومة تجاه المواطنين العرب واليهود، وأن أداء الحكومة تجاه المواطنين اليهود جيد، وسيئ تجاه المواطنين العرب. إذ قال 6% من المستطلعين إن أداء الحكومة الحالية تجاه المواطنين العرب ممتاز، بينما قال 74% من المستطلَعين إن أداء الحكومة تجاه المواطنين اليهود ممتاز. 35% من المستطلَعين يقيّمون أداء الحكومة تجاه العرب بأنه "سيئ" حتى "سيئ جدًّا"، بينما يقيّم 2% أداء الحكومة تجاه المواطنين اليهود "سيئ" حتى "سيئ جدًّا".
المساواة والديمقراطية
تناول الاستطلاع آراء المستطلَعين حول الشعور بالمساواة لدى المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل في عدة مجالات، من بينها: تعامل الشرطة؛ تعامل موظفي الدولة؛ التعامل في أماكن العمل وفي المطارات وغيرها.
تُظهِر النتائج تفاوتًا في تقييم الشعور بالمساواة وفقًا للمجالات المختلفة. ونجد أن المجالات التي يشعر فيها المستطلَعون بأعلى درجات التمييز السلبي بينهم وبين المواطنين اليهود هي المعاملة في المعابر الجوية والبرية (قرابة 50% يشعرون بان هناك معاملة غير متساوية مع المواطنين اليهود في المعابر والمطارات)، والأقل في مجال المواصلات العامة، حيث بلغت نسبة المستطلَعين الذين يشعرون بمعاملة متساوية قرابة 45%. غالبية كبيرة من المستطلَعين (67%) لا توافق على المقولة "أن الحكومة تريدنا مواطنين متساوين مع المواطنين اليهود".
قال 42% من المستطلَعين إنهم تعرّضوا بصورة شخصيّة للعنصرية. ويعتقد 47% من المستطلَعين أن الحكومة تعمل على زيادة ظاهرة العنصرية ضد العرب، بينما أجاب 16% أن الحكومة تعمل على تقليص ظاهرة العنصرية. وقال 81% من المستطلَعين أن الحكومة الإسرائيلية تميز سلبًا ضد العرب في إسرائيل.
المسؤولية عن الاعتداءات العنصرية
تشير نتائج الاستطلاع إلى أن نسبًا عالية من المشاركين (84%) ترى أن المسؤولية عن الاعتداءات على المساجد والكنائس من قِبل مجموعات وَجِهات تسمي نفسها "تدفيع الثمن-تاغ مِحير" تقع على عاتق الحكومة، أو الأحزاب السياسية المتطرفة (82%). كذلك ترى نسبة 78% أن المسؤولية تقع على عاتق مجموعات عدائية منظمة، وترى نسبة 82% أن المسؤولية تقع على عاتق المعتدي المباشر.
ديمقراطية إسرائيل
فحص الاستطلاع مواقف المستطلَعين تجاه "ديمقراطية" إسرائيل. بدايةً سأل الاستطلاع عمّا إذا كانت "إسرائيل دولة ديمقراطية لليهود فقط"، وقد قال قرابة 72% إنهم موافقون مع هذه المقولة. في موازاة ذلك، رفض 65% من المستطلَعين المقولة إن "إسرائيل دولة ديمقراطية للعرب". على الجملة، غالبية المستطلَعين لا ترى في دولة إسرائيل كدولة ديمقراطية للعرب، وإنما هي دولة ديمقراطية لليهود بالأساس.
السلام مع الفلسطينيين
تُظهِر نتائج الاستطلاع أن غالبية المستطلعين (76%) تعتقد أن حكومة الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو، غير معنية بالسلام؛ و71% أن الحكومة الحالية غير معنية باستمرار المفاوضات مع الفلسطينيين من أجل التوصل إلى سلام.
تدل النتائج أن الغالبية من المستطلَعين (85%) ترى أنه لا يجب على الفلسطينيين التنازل عن حق العودة مقابل السلام مع إسرائيل. كذلك ترى الغالبية (94%) أنه لا يجب على الفلسطينيين التنازل عن القدس مقابل السلام. وترى نسبة 83% أن على إسرائيل تفكيك المستوطنات مقابل السلام مع الفلسطينيين. حول اقتراح بعض الساسة الإسرائيليين ضم منطقة المثلث إلى الدولة الفلسطينية، أجاب 82% من المستطلَعين أن هذا الاقتراح غير مقبول عليهم، ويرى 79% أن هذا الاقتراح هو اقتراح عنصري. كذلك ترفض غالبية المستطلَعين (68%) المقولة "أن على الفلسطينيين الموافقة على الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية من أجل استمرار المفاوضات".
تُظهِر النتائج تفاوتًا في تقييم مدى واقعية حل الدول الواحدة مقابل حل الدولتين، إذ يرى 63% أن اقتراح حل الدولتين حسب حدود 1967 هو حل واقعي، بينما يرى 40% أن اقتراح الدولة الواحدة الثنائية القومية هو حل واقعيّ. وتشير النتائج إلى أن نسبة من يوافقون بدرجة عالية على الادعاء أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي سيتوصلان إلى حل دائم خلال السنوات الخمس المقبلة لا تزيد عن العشر (9%).
لقراءة وتنزيل الورقة البحثية، يمكنك الضغط على الرابط التالي :